هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا تخلف المسلمون6؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kimo_3wad
المدير العام
المدير العام
kimo_3wad


عدد الرسائل : 131
العمر : 39
الموقع : https://fast-t7mel.mam9.com
تاريخ التسجيل : 23/10/2008

لماذا تخلف المسلمون6؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا تخلف المسلمون6؟   لماذا تخلف المسلمون6؟ I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2008 1:29 am

لماذا تخلف المسلمون6؟ Sahsah_15




لماذا تخلف المسلمون؟
"6"

لا يمكن إعفاء رجال الدين من المسئولية عن التخلف الذي ساد بلاد المسلمين، إلى جانب العوامل الأخرى السياسية والاجتماعية والثقافية فقد انشغلوا وشغلوا الناس بأمور هامشية، العلم بها لا يفيد، والجهل بها لا يضر، وأهملوا رسالتهم وهي العمل على تطوير الأساس الفكري للعقيدة حتى توافق طبيعة التطور ومشكلات العصر، وركزوا جهدهم في محاربة كل جديد مما يعتبر من فتوحات العلم، وسر التقدم الذي حققه الآخرون.

يذكر "الجبرتي" أن علماء الحملة الفرنسية جمعوا رجال الدين، وعرضوا عليهم بعض التجارب العلمية، فانزعج الشيوخ حين رأوا امتزاج بعض المواد ينتج عنها دخان أحمر أو أخضر، وقالوا إن ذلك من عمل الشيطان، واستنكروا ما قاله العلماء الفرنسيون عن علوم الكيمياء وغيرها، وقالوا: هذه ليست علوما، ما العلم إلا في الكتاب والسنة.. وكانت هذه إشارة البدء لاستمرار المقاومة للتقدم والتنوير. وبعدها كرّس علماء الدين جهدهم في مصادرة كتاب، أو منع عرض فيلم أو مسرحية، أو إصدار فتاوى ذات طابع سياسي مثل قولهم: إن المشاركة في الانتخابات من الواجبات الشرعية التي يعاقب تاركها بالعذاب في جهنم وبئس المصير، أو مثل الفتوى التي تفرض على كل سيدة أن تعطي ثديها لكل رجل تتعامل معه لكي يرضع ثلاث (أو خمس) رضعات مشبعات فتكون محرمة عليه ويحل لها الظهور أمامه، أو أن يتفرغ العالِم الشرعي للدفاع بقوة عن رواية وجدها في الكتب القديمة بأن خادمة في بيت الرسول شربت من إناء فيه بول على سبيل الخطأ وهي تحسبه ماء فيصدر حكمه بأن بول الرسول طاهر وكل إفرازاته طاهرة، وكأن هذه القضية يمكن أن تفيد المسلمين في دنياهم وأخراهم!

وفي كتاب دليل المسلم الحزين الكثير مما يستحق إعادة القراءة.

يصف "ابن الجوزي" ما وصل إليه رجال الدين في عصره فيقول: "ومن تلبيس إبليس على الفقهاء مخالطتهم الأمراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم، وربما رخصوا لهم فيما لا رخصة لهم فيه؛ لينالوا عرضا من دنياهم"، وهكذا صار التفقه في الدين وسيلة لكسب العيش أكثر منه طريقا يقرب صاحبه إلى الله منذ الدولة الأموية إلى ظهور المليونيرات وسكان القصور من دعاة الفضائيات ومقدمي الفتوى بالتليفون مقابل مائة وخمسين قرشا للدقيقة(!) ومرورا بعصر "محمد علي" الذي يقول عنه "الجبرتي" إنه راجَ فيه سوق النفاق بعد أن أمر "محمد علي" بعزل "عمر مكرم" ونفيه، فأخذ الشيوخ يبالغون في ذم "عمر مكرم" مع أنه كان ظلا ظليلا عليهم وعلى أهل البلد يدافع عنهم ولم يزالوا بعده في انحطاط. ويصف "الجبرتي" حال رجال الدين في عصره فيقول: وصار بيت أحدهم مثل بيت أحد الأمراء الأقدمين واتخذوا الخدم والأعوان، وصار اجتماعهم ذكر الأمور الدنيوية وحساب الميري والفائض ويواصل الجبرتي: وقد زالت هيبتهم ووقارهم في النفوس.. وهذا الحال ما جعل رجال الدين يتقبلون فكرة غلق باب الاجتهاد والحكم على العقول بالتوقف عن التفكير والتجديد ومسايرة تطور الحياة.. وهذا الجمود أدى إلى مطاردة الفكر واضطهاد أصحاب الرأي، وكانت تجلياته في محاكمة "طه حسين" حين أبدى رأياً في كتابه (عن الشعر الجاهلي)، والتضييق على الدكتور "هيكل"؛ لأنه كتب سيرة النبي بمنهج عقلي، وعلى "توفيق الحكيم"؛ لأنه كتب مسرحية (محمد)، ورأوا أن احتكار ساحة الدين لرجال الدين وحدهم، وليس لأصحاب العقول وأهل الفكر والثقافة أن يقتربوا منها.. لقد تخلى رجال الدين في ذلك الزمان عن القيادة. لم يجعل رجال الدين دعوتهم إلى دراسة حركات الشباب وتطلعاتهم وقيادتهم بدلا من إدانتهم، ولم يكن لهم موقف في مراجعة التكوين العلمي في المدارس والجامعات وتنسيق العلاقة بين البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام والثقافة والمؤسسات الدينية، ولم يجعلوا رسالتهم تحفيز المسلمين للسعي إلى امتلاك عوامل القوة بالتقدم في العلوم والتكنولوجيا وبالتنمية والدعوة إلى تصحيح المفارقة التي تجعل الدول الإسلامية تستدعي المعونات والاستثمارات الأجنبية للعمل في أرضها، بينما الاستثمارات الإسلامية تسهم في رفع مستوى معيشة هذه الدول الأجنبية، ولم يتحركوا للتنسيق بين المراكز والمؤسسات الإسلامية بدلا من التكرار وبعثرة الجهود كما هو الحال الآن.

ولقد أخطأ بعض رجال الدين على مر العصور بأن خلطوا بين الدين والسياسة، وأقحموا أنفسهم في شئون الحكم، ومنذ العصر العباسي ظهرت طبقة من علماء الدين جعلوا همهم الحصول على المناصب والثروة بحجة تطبيق الشريعة!

بالقطع كان في كل العصور رجال دين من ذوي المكانة والكرامة أدوا رسالتهم على الوجه الأكمل. ولكن النقطة السوداء في الثوب الأبيض تعيبه. والإصلاح الديني يبدأ برجال الدين أولا.. فإذا صلح الرعاة تصلح الرعية..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fast-t7mel.blogspot.com
 
لماذا تخلف المسلمون6؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا تخلف المسلمون1؟
» لماذا تخلف المسلمون2؟
» لماذا تخلف المسلمون3؟
» لماذا تخلف المسلمون4؟
» لماذا تخلف المسلمون5؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامه :: منتدى المواضيع الجاده-
انتقل الى: